عبد السلام برحايل2024-07-092024-07-092024http://dspace.univ-khenchela.dz:4000/handle/123456789/5842مل خص اّلرواية: تدور أحداث الرواية في منطقة الغرب الجزائري بالتحديد ولاية عين الدفلى ، تبدأ بمشهد قتل الصبي لقمان لأبيه المدعو "هواري اللاز" الرجل ال الذي تعيش عائلته تحت سلطته وعنفه وبشطه والفتى بدوره لم يتحمل كل تلك القسوة والظروف العائلية المزرية التي نشأ وترعرع فيها ، فكثير ماكان الهواري يضرب ويحتقر زوجته "عيشة" أمام أعين ابنتيها حتى جاء ذلك اليوم الذي انفجر فيه عن صمته وطعن والده بمقص ختانه،" وكان الهواري في صراع مع "جمال خراج" الوهراني الذي سلب منه كل ماله على طاولات القمار يليه مشهد الختان بجميع تفاصيله كافتتاحية يليها الوصف الدقيق لحياة الريف القاسية ومعاناة فتيانها وشيوخها حيث تختصر الرواية سعي الشاب الفقير لقمان لكسب قوته من خلال بيعه " المطلوع" الذي تعده الأم "عيشة" يوميا في كوخهم المهترئ الملون بالتعاسة والذكريات والاشمئزاز والتعب والأرق ، إذ يتوجه الفتى المدعو "مطلوعة" هو ورفاقه إلى السوق الشعبية لعرض أرغفة الخبز على الزبائن المتجولين وسط الباعة صغارا أو كبارا يواجه لقمان العديد من العقبات ويتجرع كل أنواع الألم والعذاب لهل من أهمها اصطدامه مع الحب في جو عبثي لا يتناسب مع الحالة الاجتماعية والنفسية للعاشق فلقمان ابن الدشرة بائع المطلوع الفقير ارتشق من كأس حب زميلته في الثانوية "أميمة" التي بينه وبينها لفجوة عميقة لكنها كانت بمثابة النور الذي جعل قلبه يشع عشقا، هذا ما جعله يكافح ويسعى بشتى الطرق والوسائل لكسب حبها ومن أجل أن لا تكون لأحد غيره رغم الفروقات الطبقية واختلاف نمط المعيشة، وأصبح يعيش لحظات المراهقة ويحاول مرارا وتكرارا للتقرب من أميمة وكسب إعجابها وحبها لكنه اصطدم بوجود شخص آخر في حياة الفتاة التي يعشقها وهو زميلهم في القسم "إسحاق" وكانت "أميمة" تبادله نفس المشاعر ما جعل حبه لها مستحيلا فاشتعلت نيران غيرته وبدأ بالتخطيط مع أصدقائه لإبعاد أميمة عن إسحاق لكن كل محاولاته العبثية باءت بالفشل . بعد ذلك تتأزم الأحداث وتتعقد عند اكتشاف لقمان إصابته بمرض السرطان فيتحطم الجانب النفسي للفتى ويبدو متخوفا من إصابته وراح يسجل في مذكراته معاناته الدائمة مع المرض وتداعياته النفسية والفيزيولوجية وكانت مخاوفه عدم قدرته المادية على دفع تكاليف العلاج الكيمياوي وهنا ظهرت "الأم عيشة" التي قررت أن تبيع القلادة الذهبية الوحيدة التي ظلت تحتفظ بها منذ زواجها لتدفع تكاليف علاج فلذة كبدها وصبرت معه وذرفت دموعها في رحلة علاجه من ورمه، وفي لحظات انتظاره في عيادة الطبيب التي يعيش فيها تفاصيل الصبر بثوانيه المستفزة . كان الجد "يحي الصابري" بمثابة قدوته حسنة لحفيده لقمان الذي تجرع مرارة الفقر والحب والمرض لكنه لم يستسلم وقرر أن يقاوم ويقف في وجه كل الصعوبات التي اعترضت حياته تماما على نهج جده رغم الأفكار التي راودته مرارا في الانتحار وإنهائه حياته البائسة. لتتأزم أحداث الرواية مرة أخرى عند مقتل "إسحاق" كحدث رئيسي حيث سردت تفاصيل الجريمة دون الكشف عن شيفرتها مع الكثير من عناصر التشويق والقلق وتسود دراما بوليسة وتحقيقات عن هوية القاتل يليها مقتل الجد "يحي الصابري" غدرا على يد رجال "جمال خراج" فإنهار "لقمان" وعزم على الانتقام منه والثأر لجده على ما أصابه من ضرر بسبب هذا الرجل واكتشف فيما بعده أنه والد "أميمة" فنصب له كمينا وقرر أن يقتله بنفس طريقته الخبيثة ثم دخل السجن . وفي آخر فصول الرواية تلقى "مطلوعة" مجموعة من الرسائل من أصدقائه، هذا ما زرع بذرة أمل في إصلاح ما أتلفته الحياة، وما إن شارفت الرواية على الانتهاء حتى اكتملت بنهاية صادمة غير متوقعة زادت الطين بلة فبعد انقضاء سنوات السجن أطلق سراح "لقمان" لينصدم بزواج رفيق دربه "بلوطة" بالفتاة التي عشقها ورزقا بطفل وسموه " إسحاق" وترك لنا الروائي مجالا مفتوحا يطل القارئ من خلاله في حيرة من أمره وفي شغف لمعرفة تكملة الأحداث ولا يتمكن من استنتاج نهاية متوقعة للرواية فهي نهاية ذكية جدا تفتح العديد من التساؤلات . لقد جمعت رواية "مطلوعة" خبز وحب في نصها العديد من المواضيع الاجتماعية من بينها عمالة الأطفال، والتشرد، والفقر وصعوبة كسب لقمة العيش، وأجواء الأسواق الشعبية والصداقة ، والظلم والجريمة والخيانة، وتقصير الأولياء في حق أبنائهم مما جعل هذه المظاهر ينعكس على الجانب النفسي والسلوكي للأبناء وينشئون بشخصية مضطربة.otherالعلاقة بّين اّلأدب وّالمجتمع فّي رّواية مطلوعة لّعبد اّلباسط بّانيThesis