الاحتجاج في روايتي تشارلز ديكتر ( أوليفر تويست ) و ( قصة مدينتين ) دراسة موضوعاتية
dc.contributor.author | نادية ريش | |
dc.date.accessioned | 2025-05-25T09:59:46Z | |
dc.date.available | 2025-05-25T09:59:46Z | |
dc.date.issued | 2014 | |
dc.description.abstract | يتعاقب الأدباء بتعاقب العصور الأدبية، إذ لكل عصر أدباؤه البارزون، والأدب الإنجليزي لا يشذ عن ذلك، حيث عرف بأدبائه المتعدددين تعدد عصوره بدءا بالعصر القديم وانتهاءا بالعصر الفكتوري -محلُ الاهتمام في هذا البحث- وما بعده . عصر عرف بتناقضات، تمخض عنها برو ز زمرة من الأقلام الإبداعية عكست الحياة من خلال أعمالها،والتي أثرت بها الأدب العالمي،ومن بين هذه الأقلام البارزة تشارلز ديكنز بأعماله الروائية الخالدة ك ( أوليفر تويست )، ( قصة مدينتين) عكس من خلالهما ديكنز المجتمع الفكتوري وصوره تصويرا كاريكاتوريا فاضحا تجلت من خلاله وقفاته الاحتجاجية المتنوعة. لذلك جاءت دراسة هذا البحث موسومة ب : (الاحتجاج فيروايتي تشارلز ديكنز، (أوليفر تويست) و ( قصة مدينتين)، دراسة موضوعاتية). لا يقصد بالاحتجاج هنا، الاحتجاج اللغوي، وإنما الاحتجاج الناتج عن الأوضاع السياسية والاجتماعية التي خلفتها الإمبراطورية الفكتورية على الطبقة الكادحة،والتي أسهمت في تشكل الوعي بالحرية لدى الكاتب والذي بدوره يعكس وعي القارئ الإنجليزي آنذاك ووعي كل قارئ يستنكر الظلم والاضطهاد من خلال أعماله لا سيما ( أوليفر تويست) و ( قصة مدينتين). وقد حاولت تتبع وعي الكاتب بفكرة الاحتجاج في هاتين الروايتين مستعينة بالمنهج الموضوعاتي طارحة مجموعة من الأسئلة أبرزها: لماذا احتج ديكنز؟ وعلى من احتج؟ وكيف صور احتجاجه؟ للوصول إلى الإجابة تم تتبع خطى المنهج الموضوعاتي كما سبق الذكر؛ لذلك جاءت الدراسة ضمن فصلين الأول نظري والثاني تطبيقي. فالفصل النظري يتضمن آراءا مفهومية لمجموعة من النقاد الموضوعاتيين، رغم اختلاف منطلقاتهم إلا أنهم يشتركون في دراسة الموضوع، باعتباره النواة الأساسية التي تتجمع حولها مختلف التعديلات الحية التي تربطها قرابة سرية. للكشفعن وعي المبدع بمطابقته لوعي القارئ أو بالبحث عن صوره البدئية كمحاولة لتجسيدها ماديا أو العكس. لأن المقاربة الموضوعاتية حرة في منطلقاتها -إذ لكل ناقد زاويته الخاصة التي ينطلق من خلالها- ، متعددة مآخذها، حيث أخذت من الفلسفة الظاهراتية والوجودية والتحليل النفسي. هم المقاربة الموضوعاتية هو ملاحقة الوعي الإنساني من خلال الأعمال الأدبية . وقد تم التعرض لمجموعة من النقاد أبرزهم : غاستون باشلار الذي تتبع الوعي من خلال ربطه الخيال المتحرك الذي يمثل الفكر بالخيال المادي الذي يمثل التجسيد المادي في الخارج. جون بولي الذي حاول البحث عن تطابق وعي القارئ والمبدع من خلال تتبعه لفكرة الزمان والمكان في العمل الأدبي. جان ستاروبنسكي الذي حاول تطبيق المنهج النفسي في دراساته. جان روسي ذهب إلى ما ذهب إليه بولي. ريتشارد واضع أسس المقاربة الموضوعاتية، تأثر بالمفاهيم الباشلارية وطورها، تنطلق دراسته بالبحث في الأعمال الأدبية لاستخراج مختلف البنيات التي تتشكل من مجموع الأفكار المتوالدة باستمرار والتي تربطها قرابة سرية من خلال ايجاد الصورة البدئية لها باستكناه البعد العمقي للمعنى. كما تم التطرق للنقاد الموضوعاتيين العرب، الذين يفتقدون لطريقة منهجية ما عدا بعض الدراسات كدراسة عبد الكريم حسن. وقد تم استغلال بعض المفاهيم دون الانحياز إلى ناقد معين ما دام أن القراءة الموضوعاتية قراءة حرة. أما الفصل الثاني، فقد خصص للدراسة التطبيقية التي تم من خلالها تتبع فكرة الاحتجاج في روايتي تشارلز ديكنز، ( قصة مدينتين) و( أوليفر تويست)، وطريقة ظهورها في الروايتين. وتم تخصيص الرواية الأولى للاحتجاج الاجتماعي والرواية الثانية للاحتجاج السياسي . تعد رواية (أوليفر تويست)، الواجهة التي كشف من خلالها ديكنز ترسبات العصر الفكتوري بطريقة ساخرة . فأوليفر تويست صور من خلاله قصة يتيم من أيتام الملاجئ، كابد الأمرين ليعيش حياة كريمة لكن قدر الأبرشية - والتي يرمز بها ديكنز إلى قانون الاصلاح الإنجليزي 1834 المتعلق بتجديد الإصلاحية لإغاثة الفقراء -حال دون ذلك لكن رغم ذلك ينتصر الوعي الرافض للواقع ليعكس رغبة ديكنز في التغيير. أما قصة مدينتين، فهي تعد من الأعمال التاريخية الأدبية المقتبسة من عمل تاريخي، تدور أحداثها حول الثورة الفرنسية بطلها الدكتور مانيت وتشارلي دارني الذي رفض اضطهاد بني جنسه من بني طبقته. ليثبت من خلالها ديكنز انتصار الوعي الرافض للواقع الإنجليزي من جديد، وقد تمظهر هذا الوعي بصور مختلفة ومعدلة من فكرة إلى أخرى، كفكرة الموت التي تصدرت مدخل الروايتين وظلت تنمو لتتموالد عنها بقية الموضوعات في حلقة متصلة كشفت عن وعي ديكنز الرافض لظروف عصره. تجلت مع أوليفر تويست كوسلة للهروب الذي يرمي من خلال بعد معناها العمقي الذي يتضح بمقابلة الفكرة بتجسيده المادي الذي يحيل عيه الرحم والذي يدفن داخله الجنين كما يدفن الأموات في القبور لكن بفارق بسيط أموات القبور لا يبعث إلى الحياة كما يبعث الجنين. هذا من جهة. من جهة أخرى استحضر أوليفر الموت لمساواته بفاجين، فالموت الذي يتهدد روز يعادل فاجين الذي يتهدد أوليفر. أما في قصة مدينتين أستحضر ديكنز الموت من خلال عودة الدكتور مانيت من موته المجازي الذي ظل يطفو بين فصول الرواية للوصول إلى أن الموت كفكرة لها تجسيدها القبلي المادي في الخارج ألا وهي السجن فعودة مانيت عودة من السجن. ظلت هذه الفكرة حية في الرايتين بصور معدلة فتجلت من خلال تيمة الدموع مرة ومرة أخرى عبر تيمية الرفض والشخصيات والفضاءات والحلم والسجنوغيرها من التيمات. المهم أنها تيمات تربطها قرابة معنوية . استطاع ديكنز من خلالها عبر وعيه الحالم الاحتجاج على ظروف عصره. لذلك أصل في الأخير إلى القول: | |
dc.identifier.uri | http://dspace.univ-khenchela.dz:4000/handle/123456789/8804 | |
dc.language.iso | other | |
dc.publisher | جامعة عباس لغرور خنشلة | |
dc.title | الاحتجاج في روايتي تشارلز ديكتر ( أوليفر تويست ) و ( قصة مدينتين ) دراسة موضوعاتية | |
dc.type | Thesis |